lundi 20 mai 2013

ندرومة بتلمسان أصالة وتاريخ


ندرومة بتلمسان.......... أصالة وتاريخ

 
 
ارتبط اسم مدينة ندرومة العتيقة منذ قرون من الزمــن بشـــتى مظاهر الـــرقي الحضاري من علم، فن وتاريخ، حيث تبوأت المنطقة ولعقود من الزمن مكانة مرمــوقة بين مثيلاتها في بلاد المغرب، أين حظيت باحترام وتقدير كل من زارها لطلب العلم أو الالتقاء بأهــــلها، لاسيما في فترة رواج الـــحـضارة الإسلاميـــة خلال العصر الوسيط.
ساهــــم موقع مدينة ندرومـــة الجغرافي في رقي هذه البلدة الطيـــبة، الواقعة بين سفوح مرتفعات تلمسان الغربيــــة، حيث تبعد عن مقــــر الولاية بنحو 60 كيلومــــترا فقط إلى الشمال الغربــي، أين تتمتــــع بموقــــع جغرافي حصيـــن من جهة وجميل من جهة أخرى.


طبيعة ساحرة وموقع إستراتيجي ساهما في رقي ندرومة
أســــست المدينة في جنوب سفــح جبال فلاوســـن، وتمــــتد على أواخـــر منحدرات هذا الجبل التاريخي في ارتفاع يتراوح علوه بين 360 مــــتر و470 متر، ويعتبر جـــبل فلاوسن أعلى قمم جبال ترارة غرب ولاية تلمسان، وتـــوجد نــــدرومة في مواجهة مباشــــرة لشاطـئ البحر الأبيض المتوسط ولا تبعد عنه على خط مستقيــــم طـــــولي سوى بنحو ستة كيلومترات، كـــما أنهـــا مرتبــطة أيضا بسهل وادي الـــثلاثاء الفلاحي ذي التضاريس المميزة وبين وادي الحمراء من جهة الشــــرق ووادي الدمين مــــن الجهة الغربية، وهو ما زاد من تنوع طبيعــــتها، خاصة مع ســـهل مـــزوار التابع إداريا لــــها، السهل الغني بالفلاحــــة الموسمية والمتعددة، بالإضــــافة إلى مرسى الغزوات الاقتصـــادي وشاطئ سيدي يوشع السياحي ومن جهة الغــــرب.
كما تجاور المدينة أكبر دوائر الولاية، ويتعلق الأمر بمدينة مغــــنية وأيضا إطـــلالتها على الــــجارة المغرب، كلها معطــيات زادت من ازدهار المدينة على مر التاريــــخ وأعطاها إمكانيات ساهمــــت في ممارسة أهلها عبر الأزمــــنة مختلف الأنشطة الاقتصـــادية كالتجارة، الفلاحة، الرعي والصناعة بأشــــكالها، خاصة الحرف اليدوية.


نشأة وتسمية المدينة بين ابن خلدون والمستشرقين
كـــباقي المدن العريقة، حظيت ندرومة باهتمام كبار المؤرخين والباحثــــين، واختلفت مواقــــفهم ونتائج دراساتهم حول تاريخ تأسيس هذه المدينة الـــذي يبقى غير معروف أو غير مؤكد بأدق التعبير، رغم اجتهاد الكثير من الباحثين والرحالة الذين شد اهتماماهم تاريخ ندرومة، من بينهم اليعــــقوبي البكري وكـــذا ليون لافريكـــان فـــــي القرن 18 وأيضا مارمـــول الــــذي حل بـــها في القرن 17 ميلادي وشــــاو الذي تــاول تاريخ ندرومة في القــــرن 18 للميلاد وكانال ورونــــي باسي في القرن العشـــرين والفراد بال وعــــدد آخــر من الباحــــثين منهم العرب والمســلمين والمستـــشرقين والأوروبيـــــين. حيث يرى البعض أن مدينة عربية أصيلة شيدت على أطلال مدينة رومانية على غرار مدينة تلمــسان وبعض المدن الأخرى القريبة منها كأولاد ميمون، ويختلف البعض الآخر أمثال البكري وآلان ريسي وابن خلدون والحاج حمزة بن رحال آغا في الطرح، أين يؤكد الأربعة أن بلدة ندرومة بربــــرية أصيلة كباقي مـــناطق شمال إفريقيا، وهي مدينة أسست

من طرف الأفارقــــة السكان الأصليين للمنطقة.
ومن روايات السكان الأصليــــين للجــــهة، فإن مدينة ندرومــة شـــيدت سنة 555 هجـــري الموافـــق لــــعام 1160 ميلادي من طرف مؤســــس الــــدولة الموحدية على أنقاض وخراب مدينة بربرية كبيرة لا يعرف تاريـــــخ تأسيسها.
ومن روايات تأسيــــس المدينة أيضا أن عبد المؤمـــن بن علي أراد أن يشـــيد مدينة نــــدرومة في ناحية عين الكبيرة التي تبعد 07 كلم عن نـــــدرومة فشرع في بناء الأسوار التي هي قائمة إلى يومنا هذا، غير أنه غــــير رأيه عندما سمع أحد السكان ينطق بكلمة مشؤومة وأسسها في المكان التي توجد عليه حاليا.
كما اختلفت الروايات حول نشأة المدينة وتسميتها، حيث يقول البعض إن معنى كلمة ندرومة أتت من ضـــد روما أو ند روما ، في حين يقال إنها أتت من كلمة أنظروا الماء ، وهي العبارة التي قالها الفرسان العرب الذين أتوا من تلمسان نحو هذه الناحية بعد رؤيتهم للبحر.


.. وقبلة للسياحة الدينية أيضا
ندرومة واحدة من أعرق المدن التاريخية بالجزائر تتميز باحتوائها على العديد من المعالم الدينية والعلمية من بينها المسجد الكبير الذي بني في عهد السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين سنة 1090 للميلاد بعد استيلائه على مدينة ندرومة سنة 1979، هذا المسجد الذي يعتبر من بين المساجد الثلاثة التي شيدها المرابطون آنذاك بالمغرب الأوسط، بالإضافة إلى الجامع الكبير في تلمسان والجامع الكبير في الجزائر العاصمة.



عبد القادر شقرون جريدة وقت الجزائر

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

Enregistrer un commentaire

عربي باي